الأسباب خلف إلتهاب البنكرياس الحاد
مقدمة
في الوقت الحالي، يشكو الكثير من الأشخاص من إصابتهم بإلتهاب البنكرياس الحاد عند تعرضهم للعديد من المشاكل والأسباب المختلفة. ولتفهم كيف يتم علاج ووقاية من هذا المرض الذي يهدد حياة المريض، إليك ما يجب أن تعرفه عن إلتهاب البنكرياس الحاد.
التعريف بإلتهاب البنكرياس الحاد
يُعرف الإلتهاب الحاد للبنكرياس على أنه مرض يسبب التهاب مفاجئ وحاد في البنكرياس، ويحدث ذلك عندما يقوم الجهاز المناعي بالهجوم على أنسجة الغدة، فيضعف عملية إفراز الأنزيمات الضرورية للهضم. يمكن أن ينجم عن هذا المرض تلف في البنكرياس، مما يؤدي لمشاكل كبيرة في الجهاز الهضمي وفي نهاية المطاف يمكن أن يتسبب في الوفاة.
أهمية البنكرياس في الجسم
تعتبر البنكرياس عضوًا هامًا في الجسم لأنها تُحفز على إنتاج الهرمونات المهمة لتنظيم مستوى السكر في الدم ومن أهم الأنزيمات التي يفرزها البنكرياس هي الإنسولين والغلوكاجون، وكلا الهرمونين يلعب دورًا مفيدًا لتنظيم مستوى سكر الدم داخل الجسم. لذلك، فإن أي مشكلة تحدث في البنكرياس يمكن أن يؤثر سلبًا على جميع جهات الإفراز الهامة للجسم وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
الأسباب الوراثية
الجينات المتورطة في إلتهاب البنكرياس الحاد
يعتبر إلتهاب البنكرياس الحاد مرضًا وراثيًا يتفاوت في شدته ومدى تأثيره على المرضى. عادةً ما يتكون التمثيل الوراثي لهذا المرض من مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. تشير الدراسات إلى أن هناك عدة جينات ترتبط بإلتهاب البنكرياس الحاد، ومن بينها جينات PRSS1 وSPINK1. وقد وجد أيضًا أن بعض الطفرات في جينات مثل CFTR وCLDN2 وCTRB1 وCTRB2 يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذا المرض.
توارث إلتهاب البنكرياس الحاد
يمكن أن تورث العوامل الوراثية الجينات المضطربة في إلتهاب البنكرياس الحاد من أحد الوالدين أو كليهما. ومع ذلك، لا يعني وجود التراث الإلتهابي لدى أحد الأولياء بالضرورة أن الإبن سيعاني من المرض، ولكن تزداد فرصة الإصابة به إذا كان الأبوين يحملان الجينات المسببة للمرض. على الرغم من ذلك، من المهم ملاحظة أن عوامل البيئة الأخرى يمكن أن تؤثر أيضًا في حدوث المرض.
الأسباب الغذائية
الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية
تعتبر النظام الغذائي ذو السعرات الحرارية العالية والمفرط في الدهون من أهم العوامل المساهمة في حدوث إلتهاب البنكرياس الحاد. وتأكل المواد الدهنية بالتحديد في الجسم على نحو أسرع من غيرها من الطعام، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الدهون في الدم وزيادة احتمالات تجمع المواد الدهنية في البنكرياس وتسبب الإلتهاب الحاد.
التسمم الغذائي وإلتهاب البنكرياس الحاد
تناول الطعام الملوّث بالجراثيم والسموم هو سبب آخر يمكن أن يؤدي إلى حدوث إلتهاب البنكرياس الحاد. ويمكن أن يحدث التسمم الغذائي بعد تناول اللحوم والدواجن والأسماك الملوثة بالجراثيم، وأحيانًا بعد تناول الفواكه والخضروات الطازجة التي لم يتم غسلها بشكل جيد. كما أن التعرض المتكرر للتسمم الغذائي قد يزيد من خطر حدوث الإلتهاب الحاد.
الأسباب الطبية
العوامل المسببة لإرتفاع الكوليسترول والتليف الكيسي
تعتبر الأمراض الطبية، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم والتليف الكيسي للبنكرياس، من العوامل المساهمة في حدوث إلتهاب البنكرياس الحاد. وتتسبب الأمراض الأيضية في إضعاف القدرة الجسمية على مواجهة الجراثيم المسببة للإلتهاب وتزيد من خطر حدوثه.
الأدوية الضارة وإلتهاب البنكرياس الحاد
تعد بعض الأدوية الضارة، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، من عوامل المساهمة في حدوث إلتهاب البنكرياس الحاد. وتزيد هذه الأدوية من احتمالات تكون الجروح في أنسجة البنكرياس ومن زيادة خطر حدوث الإلتهاب. وإذا كان الشخص يتناول هذه الأدوية بشكل منتظم، فقد يزيد من احتمالات الإصابة بالإلتهاب الحاد.
الأسباب الجراحية
جراحات الجهاز الهضمي وإلتهاب البنكرياس الحاد
عند إجراء العمليات الجراحية على الجهاز الهضمي، كالجراحة التي تتم لاستئصال المرارة أو المعدة، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد. وتتسبب الجراحة في تكون جروح في الأنسجة، ما يؤدي إلى تسرب إنزيمات البنكرياس ونتوء الجدار الخارجي للغدة، مما يزيد من احتمالية ظهور الإلتهاب.
تدخلات الجهاز البولي وإلتهاب البنكرياس الحاد
تعد تدخلات الجهاز البولي من أشهر المسببات لإلتهاب البنكرياس الحاد، وذلك نتيجة الإجراءات الطبية التي يتم خلالها إدخال أنابيب داخل البطن لمعالجة الأمراض البولية، كطعام البول أو الحصى الكلوية الصغيرة. وتسبب هذه التدخلات في تسرب إنزيمات البنكرياس المهاجمة للأنسجة، مما يؤدي بشكل مباشر إلى إلتهاب البنكرياس الحاد.