رمد العيون، ذلك الاحمرار والالتهاب المزعج الذي يصيب العينين ويحوّل إشراقهما إلى دموع وألم. لكن خلف هذا العرض البسيط، تكمن احتمالات عديدة لأسباب ومخاطر تختلف باختلاف نوع الرمد وعامل الإصابة. فتعالَ نغوص معًا في أعماق هذه المشكلة الشائعة لنتعرّف على مسبباتها وأعراضها ونقيّم خطورة كل نوع وأفضل سبل الوقاية والعلاج.

أنواع رمد العيون وأسبابها:

ينقسم رمد العيون إلى أنواع رئيسية تبعًا لعامل الإصابة:

• رمد فيروسي: وهو الأكثر شيوعًا، وينتقل عدوىً من خلال التلامس المباشر مع العين المصابة أو الأسطح الملوثة بالفيروس. أعراضه تتمثل في الاحمرار، والحرقة، والدموع، والإفرازات المائية أو المخاطية، والحساسية للضوء.

• رمد بكتيري: يسببه دخول بكتيريا إلى العين بسبب التلوث، أو ارتداء عدسات لاصقة غير نظيفة. تظهر أعراض مشابهة للرمد الفيروسي، مع إفرازات صديدية سميكة وألم شديد.

• رمد تحسسي: ينجم عن التعرض لمواد مثيرة للحساسية مثل حبوب اللقاح، والغبار، والفرو، والعطور. يتميز بحكة شديدة في العينين واحمرار وتدميع مائي وتهيج الجفون.

• رمد حديثي الولادة: يصيب حديثي الولادة خلال 30 يومًا من الولادة بسبب انتقال بكتيريا من قناة ولادة الأم. يؤدي إلى احمرار وانتفاخ الجفون وإفرازات صديدية.

• رمد كيميائي: ينتج عن التعرض لمواد كيميائية قوية على العين، ويستوجب العناية الطبية الفورية وغسل العين بكميات كبيرة من الماء النظيف.

مخاطر رمد العيون:

معظم أنواع رمد العيون عادةً ما تكون شائعة وتزول خلال أيام أو أسابيع دون مضاعفات تذكر، لكن تجاهل العلاج أو التشخيص الخاطئ قد يؤدي إلى:

• تقرّح القرنية: خاصةً في حالات الرمد الجرثومي الشديد، حيث تتلف قرحة في القرنية نسيج العين وتؤثر على الرؤية.
• التهاب العنبية: تطور الالتهاب ليصل إلى الغشاء المحيط بالعين، وهو حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج مكثف.
• فقدان البصر: في حالات نادرة جدًا، قد يؤدي عدم علاج أنواع معينة من الرمد أو حدوث مضاعفات خطيرة إلى فقدان البصر الجزئي أو الكلي.

الوقاية من رمد العيون:

لحماية عينيك من الإصابة بالرمد، احرص على:

• غسل اليدين باستمرار، خاصةً قبل لمس العينين.
• تجنب مشاركة المنسوجات الشخصية كالمناشف والمكياج.
• استبدال عدساتك اللاصقة بانتظام وتعقيمها جيدًا.
• ارتداء النظارات الشمسية لحماية العينين من الغبار والأشعة فوق البنفسجية.
• تجنب فرك العينين بقوة، واستخدمي الكمادات الباردة لتخفيف الحكة.
• زيارة الطبيب فورًا عند ظهور أعراض الرمد لتشخيص السبب وتلقي العلاج المناسب.

متى تراجع الطبيب؟

استشر الطبيب فورًا إذا كنت تواجه:

• ألمًا شديدًا في العين.
• إفرازات صديدية سميكة.
• تدهور الرؤية أو ظهور بقع أو خطوط في المجال البصري.
• حساسية شديدة للضوء.
• احمرار وانتفاخ شديدين في الجفون.
• عدم تحسن الأعراض بعد 3 أيام من العلاج المنزلي.
• إصابة رمد حديثي الولادة.